• 2020-12-04

تأملات

أدرك نفسك

حينما ضجت الدنيا في الآونة الأخيرة بالغضب العارم من تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون الداعمة للرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وانتفض المسلمون في كل مكان من العالم يردون على تلك التصريحات بكلمات الشجب والاستنكار تارة وبمقاطعة المنتجات الفرنسية تارة أخرى، ومنهم من ينشر المقاطع المرئية والمنشورات المصورة التي تُعرِّف بالحبيب صلى الله عليه وسلم وسيرته، فهذا الجهد في حد ذاته مطلوب ومحمود ونشجع عليه، ولكن السؤال الذي سألته لنفسي وأرغب أن يسأله كل واحد لنفسه: أين أنت من اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم؟! وهل تقتدي بأقواله وأفعاله وأخلاقه؟!
استوقفني السؤال كثيرًا، ووجدت أن الخطر الحقيقي يحيط بنا عندما قصرنا في اتباع تعاليم ديننا وفرطنا في هدي نبينا حتى أصابنا الوهن، والذي جعل مثل هؤلاء الشرذمة يتطاولون على قرآننا ويسخرون من نبينا الكريم ونحن أمة المليارين، هذا الضعف في التمسك بتعاليم ديننا في شتى مجالات حياتنا والتفريط في الاقتداء بخلق النبي العدنان في جميع سلوكنا جعلنا كثيرون في العدد ولكن كغثاء السيل، وهذا السؤال جعلني انتبه.. الرسول رفع الله ذكره وأعلى قدره القرآن تعهد بحفظه حتى قيام الساعة، وخشيت أن تدركنا سنة الاستبدال: "وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم".
أدرك نفسك وحاسبها وانظر إلى جوانب تقصيرها وألزمها باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره وتعلم سيرته، واجعل ذلك كله واقعًا في أقوالك وأفعالك وحياتك كلها، فقد جعل الله شرطًا واحدًا لمن يتشرف بصيانة هذا الدين والدفاع عن رسوله هو التزام تعاليم الإسلام والقيام بشرائعه: "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"، فإن لم تكن أنت من يُمَكن لهذا الدين على يده كان غيرك ممن التزم بالشرط، وقوافل الحق وركبانها لن تنتهي إلى قيام الساعة وعليك أن تدرك إحداها قبل فوات الآوان، فاغتنم الفرصة الآن واجعل ردك على كل صاغر يقصد هذا الدين ونبيه بسوء هو التزامك بأمر الله وسنة ورسوله عليه الصلاة والسلام أولًا، ثم اتخاذ ما ترى من وسائل شرعية ناجعة، ولن تتحقق نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم بواحدة دون الأخرى بل لا بد أن يجتمعا.

آخر أخبار د.محمد شاطر

  • "فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا"

    2022-10-17

    يقول الله تعالى في كتابه العزيز "مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا"، نزلت هذه الآية في أنس بن النضر، وطلحة بن عبيدالله -رضي الل...

  • "وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين"

    2022-08-21

    يبيّن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حقيقة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي رحمة للعالمين لكل الخلق من الإنس والجن صغيرهم وكبيرهم ذُكرانهم وإناثهم. فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للمؤمن ليزداد إيماناً وتثبيتاً ورحمة للكافر ليخرَج من الظ...

  • "ونفسٍ وما سوَّاها"

    2022-07-20

    المسلم في معركة دائمة مع نفسه الداعية للهوى وحب الشهوات لمحاولة مجاهدتها وتهذيبها وإلزامها بالطريق القويم.. طريق الهداية واتِّباع الشرع. وقد عرض القرآن الكريم في أكثر من موضع لهذا الصراع الداخلي وذلك لأهميته إذ إن نتائج هذه المجاهدة ينبني عليها فلاح ...

  • "قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ"

    2022-06-17

    ساق الله سبحانه وتعالى في سورة (الصافات) وصف النعيم الذي ينتظر عباده الصالحين في جنة الخُلْد فبدأ الله سبحانه وتعالى هذا الوصف بقوله عزوجل "إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ* أُولَٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ" حتى قوله تبارك وتعالى "كَأَنَّهُنّ...

  • "إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى"

    2022-05-20

    يقول الله تعالى في كتابه العزيز في افتتاح سورة الكهف وقصة أهل الكهف بقوله سبحانه جل شأنه "نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى"، وقال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية الكريمة: "من هاه...